شبكة العلاقات ودورها في بناء المسار المهني

شبكة العلاقات ودورها في بناء المسار المهني

نسمع كثيرا بمصطلح أن ذلك الشخص (عنده واسطة). ونعتبر هذا الشيء سلبي جدا من جهة، وإيجابي من جهة أخرى، لا سيما إن كان في صالحنا. لكن، فلننظر إلى هذه المسألة من زاوية أخرى، ربما تغير نظرتنا للفكرة العامة عن  "الواسطة" أو "العلاقات".

شبكة العلاقات هي استراتيجية تهدف إلى الكشف عن المزيد من الفرص المهنية وبناء العلاقات الفعالة بهدف تبادل المصالح من خلال التواصل مع الآخرين، منهم الأشخاص المحيطين مثل الأسرة والعائلة والجيران والأصدقاء وزملاء الدراسة وزملاء العمل السابق والحالي، بالإضافة إلى التخطيط للتواصل مع أشخاص مؤثرين في مجال العمل الذي يهتم به الشخص من خلال حضور الفعاليات والمؤتمرات التي تقام بهدف التواصل وبناء العلاقات.

وبطبيعة الحال، نحن لا نقصد هنا الجانب السلبي من استغلال العلاقات، أو أن يتم الاستفادة من العلاقة للاستفادة من فرصة يوجد من هو أحق منا بها.

ولكن... لماذا تعد شبكة العلاقات هي الوسيلة التي يفضلها أصحاب العمل؟

تشكل الوظائف التي يتم الحصول عليها من خلال الاعتماد علي شبكة العلاقات -والمسماة بسوق العمل المخفي-  نسبة بين 65% إلى 80% حسب موقع Career Key المتخصص في دراسة سوق العمل، بالإضافة إلي أنها تعد الوسيلة الأولى التي يعتمد عليها أصحاب العمل في توظيف الكفاءات للوظائف من خلال ترشيحات ذوي الثقة.

وقبل إطلاق الاحكام، فلنحاول فهم هذه الطريقة ولماذا يفضلها كثير من أصحاب الأعمال. من المعلوم أن ذلك يحدث لعدة أسباب، ومنها

  • أن أصحاب العمل يفضلون القيام بمشاريع مع أشخاص يعرفون مستواهم أو تم ترشيحهم من أشخاص موثوقين بدلا من الاعتماد التام على السيرة الذاتية
  • أن أغلب الوظائف لا يتم الأعلان عنها في موقع الشركة أو علي الإنترنت ومواقع التوظيف حيث يفضل المديرين الاعتماد علي ترشيحات أصدقائهم المميزين بدلا من الاعلان عن الوظائف

ما هي خطوات بناء شجرة العلاقات؟

الخطوة الأولى: تطوير المعتقدات عن سوق العمل ودور العلاقات

 تبدأ عملية بناء شبكة العلاقات بتغيير نظرة الشخص لسوق العمل وطرق الحصول على معلومات عن الخيارات المهنية المتاحة والفرص المتوفرة من خلال تكوين مجموعة من القناعات، منها:

  • أن كل شخص يعرفه ويقابله يمكن أن يقدم له المساعدة المهنية سواء بالمعلومات عن الفرص المتاحة أو بترشيحه لأصحاب العمل نتيجة معرفته بأهتمامه بهذا المجال.
  • بناء شبكة العلاقات يعتمد في بعض الأحيان على الأخذ والعطاء، لذلك يبدأ في الاهتمام بتطوير شبكة علاقاته من خلال تقديم المساعدة لهم أثناء الحاجة بدلا من التفكير في الآخذ فقط.

الخطوة الثانية: قم بإعداد قائمة تضم كل شخص في شبكة علاقاتك

قد تظن أنك لا تعرف أي شخص يمكن أن يساعدك في البحث عن وظيفة أو استكشاف سوق العمل. ولكن في الواقع أنت تملك علاقات أكثر مما تتصور.

ابدأ في حصر وتسجيل دوائر علاقاتك من الأقرب إلي الأبعد، أسرتك وأصدقائك وزملاءك في الدراسة والعمل وجيرانك وزملاءك في الأندية الرياضية ومعارفك على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من العلاقات. ثم ابدأ في حصر معارف دوائرك مثل زملاء والدك في العمل، وأصدقاء أو عائلة أصدقائك المقربين.

الخطوة الثالثة: قم بتحضير رسالة واضحة تصف فيها أهدافك المهنية

لا أحد يستطيع مساعدتك بشكل فعال مهما كانت سلطته قبل أن تعرف بالتحديد نوع من المساعدة التي تود أن يقدمها لك، لذلك من الضروري قبل بدء التواصل مع  أحد الأشخاص في شجرة (أو شبكة) العلاقات الخاصة بك ، ينبغي أن تعرف ماذا تريد بالتحديد وما هو المسار المهني الذي تستهدفه وكيف يستطيع الآخرين مساعدتك للوصول إليه.

ابدأ حديثك معهم بإظهار شغفك واهتماماتك المهنية وشخصيتك، وعلاقتها بالخيارات المهنية التي بنيت خطتك لتحقيقها، ثم وصف دقيق لنوع المساعدة الذي تحتاجه سواء معلومات أو فرص مهنية أو دارسية.

الخطوة الرابعة: استثمر في علاقاتك الحالية واسع إلى بناء علاقات جديدة

تذكر دائما أن علاقاتك تبني علي تبادل المنافع لذلك لا تتأخر عن تقديم المساعدة لأشخاص داخل دوائر معارفك من خلال دعمهم بالمعلومات أو ترشيحهم لفرص مهنية أو تدريبية تخص مجال عملهم، مع متابعة تطورهم الوظيفي علي مواقع التواصل الاجتماعي وتهنئتهم علي هذا التطور. بالإضافة إلى الاهتمام ببناء علاقات يومية جديدة في كل مكان تذهب إليه، مع الالتزام ببعض القواعد أثناء بناء علاقات جديدة مثل:

  • كن مميزا: لا تحاول تقمص سمات شخصية لا تتناسب معك لبناء العلاقات، ابق حريصا علي تقديم نفسك بما يميزها مع الاعلان بوضوح عن ما تسعي لتحقيقه من أهداف.
  • اطلب النصيحة وليس وظيفة: في التواصل مع شبكة العلاقات اهتم بطلب النصيحة بدلا من طلب وظيفة مثل أن تقول "أنا أهتم بمجال البرمجة وبالآخص تصميم المواقع، هل ترشح لي أشخاص أو شركات تعمل في هذا المجال؟" بدلا من "أنا ابحث عن وظيفة في مجال البرمجة، رشحني لأحد أقاربك".
  • اهتم باختيار الوقت والمكان الأنسب للتواصل: لا تتصل بأحدهم في وقت متأخر أو تطلب مساعدته أثناء موعد الغداء مع الأسرة، أو شخص لم تستطيع بدء علاقة صحية معه.

 أخيرا إدراك أهمية بناء شبكة العلاقات وكيفية التواصل الأنسب مع أولئك الأفراد سيساعدك على الوصول لهدفك بطريقة أسرع، وأسهل، ويعزز بعض المهارات والقدرات لديك.