مراحل عملية الاستكشاف المهني

أصبح عالم العمل متغيرا بشكل أسرع من السابق، وتغيرت القواعد التي تحكمه!

تلك القواعد المتعارف عليها -التي تتمثل في دخول المدرسة والاهتمام بالتحصيل الدراسي والتخرج من الجامعة مع الحصول على شهادة أكاديمية- لم تعد تضمن لنا بناء المسار المهني والحصول على وظيفة تحقق الرضا المهني، وخاصة في ظل المنافسة الكبيرة بين الباحثين عن عمل. لذلك، مع هذا التغير أصبحت عملية التخطيط المهني تتطلب استثمار الكثير من الوقت والجهد؛ لتحقيق الأهداف المهنية المرغوبة.

تأتي مرحلة الاستكشاف المهني بعد مرحلة الإدراك الذاتي. وتلعب المعلومات دورا رئيسا في نجاح التخطيط المهني، حيث أن العديد من الأشخاص يفشلون في الوصول لأهدافهم المهنية؛ بسبب نقص المعلومات عن الفرص المتاحة أو أين توجد، وليس عدم وجود الفرص كما يعتقد البعض! ولذلك، تعد مرحلة استكشاف الوظائف Career Exploration مرحلة رئيسة في عملية التخطيط المهني، فكلما زادت جودة المعلومات عن الوظائف والمسارات المهنية، زادت جودة الخطة المهنية.

هناك عدة خطوات يجب اتباعها لإدارة مرحلة الاستكشاف المهني بشكل يسهل الحصول على المعلومات اللازمة التي ستساعد على اتخاذ قرار مهني ووضع أهداف لتنفيذ هذا القرار، وهي كالتالي:

الخطوة الأولى: تحديد البدائل المهنية

تتوقف هذه المرحلة على مدى جودة المعلومات التي كونها الشخص في مرحلة استكشاف الذات، فكلما أصبحت صورة الشخص عن نفسه واضحة، استطاع الشخص معرفة البدائل المهنية التي تناسبه من خلال عدة طرق يجب الاعتماد عليها، منها:

• الاطلاع على قواعد بيانات الوظائف للتعرف على الفرص الوظيفية التي تتماشى مع نتائج المرحلة السابقة.
• سؤال الأشخاص المقربين عن اقتراحات لوظائف ومسارات مهنية تتناسب مع شخصيتهم (ولا يعني ذلك اتباعها بالضرورة بل لأخذ المعلومة فقط ثم التحقق والتحليل)
• بناء قائمة بالوظائف التي يجب دراستها للمساعدة في اتخاذ القرار ومناقشة النتائج مع مرشد مهني وتنقيح القائمة معه (ويفضل الرجوع إلى المرشد المهني خلال كامل عملية الاستكشاف).

 الخطوة الثانية: الحصول على معلومات عن البدائل المهنية

يبدأ الشخص في هذه المرحلة بدراسة متأنية للبدائل المتضمنة في قائمة الوظائف والمسارات المهنية التي وصل لها في المرحلة السابقة. فقد تتضمن هذه المعلومات الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، مثل: أين توجد هذه الوظائف؟ ما حجم الفرص المتاحة في هذا المجال؟ ما هي التدريبات أو الشهادات المهنية المتخصصة اللازمة للعمل في هذه الوظيفة؟ ما هي المهارات التي يجب أن يتقنها الشخص للعمل بهذا المجال؟ ما هي مميزات العمل في هذه الوظيفة؟ مثل العائد المالي، وحجم المنافسة، بيئة العمل، والقيم المهنية التي تحققها هذه الوظيفة للفرد.

تعتبر هذه المرحلة مرحلة فارقة في عملية الاستكشاف المهني، حيث أنها توضح للشخص معلومات وتوسع الخيارات المتاحة لديه بناء على حجم المعلومات التي حصل عليها، ويتطلب نجاح هذه المرحلة تطوير مهارات بناء شبكة العلاقات والتواصل مع متخصصين في هذه الوظائف سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الواقع، وإجراء مقابلات معلوماتية معهم وتدوين ما يتم طرحه من معلومات.

هناك العديد من المصادر التي تساعد في عملية الاستكشاف المهني، منها:

• قراءة التقارير المتعلقة بسوق العمل والتي تصدرها الجهات الموثوقة
• مواقع بيانات الوظائف، مثل: O*NET التابع لوزارة العمل الأمريكية (org) والذي يوفر معلومات شاملة عن أكثر من 3,000 وظيفة، ويمكن استخدامها بشكل عام لفهم بعض أنواع الوظائف (مع العلم ألا يمكن تطبيقها بحذافيرها للسوق السعودي، ولكنها تسخر لمعرفة المزيد عن الوظائف).
• مواقع التواصل المهني، مثل:
  • موقع طاقات التابع لصندوق الموارد البشرية السعودي ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية taqat.sa والذي يطرح الكثير من الوظائف المتاحة في السوق السعودي.
  • linkedin.com وهو موقع يعرض ملف شخصي لكل مستخدم، مما يساعد على عرض بيانات تخص دراسته وتاريخه المهني، ويوفر فرصة للتواصل مع أشخاص يعملون في وظائف متنوعة.
  • Bayt.com يعتبر أكبر من اكبر مواقع التوظيف في منطقة الخليج ، ويعمل كحلقة وصل بين اصحاب العمل والباحثين عن عمل.
  • موقع توظيف السعودية saudiemp.com والذي يوفر معلومات خاصة بالوظائف المتاحة في السوق السعودي.
  • Indeed.com وهو موقع يعرض الفرص الوظيفية من جميع أنحاء العالم وفق ما يتناسب مع مؤهلات ورغبات الفرد الباحث عن عمل.
  • Jobzella.com إحدى شبكات التواصل المهنية في الشرق الأوسط تربط أفراد المجتمع بالفرص الوظيفية المتاحة.
• حضور معارض التوظيف والفعاليات التي تضم عاملين في مختلف التخصصات أو في مجال مستهدف.
• إجراء المقابلات مع أشخاص في دائرة علاقات الشخص ومعارفه والذين لديهم خبرة أفضل.

الخطوة الثالثة: تقييم المعلومات

تأتي هذه المرحلة لتحليل المعلومات التي جمعت عن البدائل المهنية التي تناسب الشخص لاتخاذ قرار من بين هذه الخيارات وترتيبها كأولويات، ويؤخذ في الاعتبار ما هي الوظائف التي تتوافر في النطاق الجغرافي الذي يعيش فيه الشخص، والعائد المادي الذي يسعى للحصول عليه، ورؤيته المستقبلية. ثم يبدأ الشخص في وضع خطة للوصول إلى هذه الوظائف، ويتضمن ذلك المهارات التي يحتاج إلى تطويرها وتطوير شبكة العلاقات ومهارات البحث عن العمل ويفضل استخدام مرشد مهني في هذه المرحلة أيضا.

وتكمن أهمية هذه المرحلة في أنها إحدى العناصر المهمة لتسهيل أخذ القرارات الصائبة.