لماذا يجب علينا اتخاذ قرارات؟
في كل يوم، وربما كل ساعة، نتخذ العديد من القرارات كبيرة كانت أو صغيرة، بسيطة أو مصيرية، حتى يمكننا القول بأن كثير من أجزاء حياتنا سلسلة قرارات واختيارات، وهذه القرارات تتفاوت أهميتها؛ منها ما هو مصيري، كاختيار شريك الحياة ، واختيار كلية أو تخصص أو عمل دون غيره، وفي المقابل هناك قرارات لا يعبأ لها الشخص.
لذلك عزيزي القارئ سوف نزودك خلال سلسلة مقالاتنا بأدوات تضمن لك اتخاذ قرارات أفضل وحياة رائعة، حيث سنستعرض النقاط التالية
- استراتيجيات وأنماط، وخطوات، وأساليب اتخاذ القرارات
- موانع اتخاذ القرارات ، وتأثيرها عليك وكيفية التعامل مها
- طرق استخراج البدائل وتحليلها وترتيها حسب الأهمية واختيار البديل الأنسب
كل هذه الأسئلة وأكثر سوف نتعرف عليها سويا؛ لأنها تشكل جزءا هاما من خطتك المهنية.
لعلنا في البداية نحتاج إلى تعريف القرار بأسهل عبارة: وهي التعرف على البدائل والخيارات المتاحة لاختيار الأنسب والأمثل من بينها في حدود الوقت المتاح، ومن ثم اختيار إحدى هذه البدائل.
أهمية إدراك الفرد بأنه ملزم باتخاذ قرارات
- إن الإنسان بطبيعته لا يستطيع الإقدام على فعل أمر دونما قناعة أو سبب يدفعه للقيام بشيء ما. فلعل البعض يسأل نفسه الآن: ما الذي يجعلني أتخذ قرارات أصلا؟ فهناك من يتخذها لي، أو نيابة عني، أو أني لا أستطيع اتخاذها بعد. لكن في الحقيقة اتخاذ القرارات جزء هام ومحوري في حياتك ، وذلك لعدة أسباب و منها:
- أن ما تفعله اليوم وكل يوم يغير أفكارك وحياتك بل المجتمع والعالم بأسره، لأن اتخاذ القرار لا يؤثر عليك فقط بل يؤثر على كل من حولك.
- اتخاذ القرار بقوة ووضوح بداية النجاح، بل هو الفرق الأساسي بين الناجح وغيره.
- أن من لم يقرر ويخطط لنفسه فسوف يكون جزءا من خطط الآخرين.
- أن من لم يستطع اتخاذ القرار فحياته مليئة بالأعذار، ولا يعتمد عليه.
- إن عملية اتخاذ القرارات هي جوهر عمل الناجحين والقادة والعظماء... فكن واحدا منهم.
- عدم اتخاذ القرار هو قرار في حد ذاته، فلماذا لا يكون قرارا إيجابيا يصنع فرقا في حياتك.
أن المجتمع الذي نحيا فيه قد لا يعلمنا اتخاذ القرارات بداية من الأسرة ومرورا بالمدرسة وختاما بالعمل. لكن لابد أن نبدأ بتغيير هذه النظرة والبدأ بتعلم وتطبيق استراتيجيات اتخاذ القرار ، واعلم أن الاستفادة من الأخطاء تصوب القرارات، فلا يكن الخوف من الخطأ حجر عثرة في طريق قراراتك.
القرارات والظروف المحيطة
إن اتخاذك للقرار قد يكون إما لصناعة تغيير جديد في حياتك، أو لمواجهة مشكلة من المشاكل، وحينما تتخذ أي قرارات قد تضطر لسؤال من حولك من ذوي الخبرات وأصحاب التجارب، وبالتالي فإن المؤثر القوي على غالب قراراتك هو الظروف التي تدور حولك سواء أكانت ظروف داخلية، أو خارجية، مباشرة، أو غير مباشرة، نفسية، أو شخصية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، بل وسياسية، فهي حتما تؤثر فيك وتتأثر بها إما سلبا أو إيجابا، ولكن الشاهد والعبرة من ذلك التحكم في كيفية تأثرك بها، وهذا ما نريد توضيحه وإرشادك له في المقالات القادمة بإذن الله ليكون لك نبراسا تستضئ به.
تأثير القرارات على سير العملية المهنية
قد يندم أحدنا على اتخاذه بعض القرارات، وقد يندم لعدم اتخاذه بعض القرارات الأخرى، الأمر الذي يؤكد لنا أن القرارات نقطة فاصلة ما بين النجاح بكل معانيه الرائعة و -أحيانا- الخسارة او الفشل.
لذا، اتخاذ القرارات سوف يؤثر على حياتك المهنية بكل مساراتها سواء كانت دراسة أو عمل أو غير ذلك.
ختاما
اعلم أننا لا نرسم لك طريقك لتمشي عليه، أو نعطيك وصفة سحرية، أو نرجح لك استراتيجية دون أخرى لاتخاذ القرارات، بل سوف نعلمك كيف تصنع لنفسك استراتيجيتك الخاصة، وترسم لذاتك طريقا لتمر من خلاله إلى أرض السعادة وتحقيق الطموحات.